کد مطلب:90784 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

کتاب له علیه السلام (54)-إِلی معاویة فی تبادل الأسری















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ[1].

أَمَّا بَعْدُ، یَا مُعَاوِیَةُ[2]، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی عَدْلٌ لاَ یَجُورُ، وَ عَزیزٌ لاَ یُغْلَبُ، یَجْزی بِالاِحْسَانِ إِحْسَاناً، وَ هُوَ بَصیرٌ بِمَا یَعْمَلُ الْعِبَادُ.

وَ[3] قَدْ جَعَلَ الدُّنْیَا لِمَا بَعْدَهَا، وَ ابْتَلی فیهَا أَهْلَهَا، لِیَعْلَمَ أَیُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً.

[صفحه 840]

وَ لَسْنَا لِلدُّنْیَا خُلِقْنَا، وَ لاَ بِالسَّعْیِ فیهَا[4] أُمِرْنَا، وَ إِنَّمَا وُضِعْنَا فیهَا لِنُبْتَلی بِهَا.

وَ قَدِ ابْتَلاَنِی اللَّهُ بِكَ، وَ ابْتَلاَكَ بی، فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةَ عَلَی الآخَرِ، فَعَدَوْتَ عَلی طَلَبِ الدُّنْیَا بِتَأْویلِ الْقُرْآنِ، فَطَلَبْتَنی بِمَا لَمْ تَجْنِ یَدِی وَ لاَ لِسَانی، وَ عَصَبْتَهُ أَنْتَ وَ أَهْلُ الشَّامِ بی، وَ أَلَّبَ عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ، وَ قَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ.

فَاعْقِلْ عَقْلَكَ، وَ امْلِكْ أَمْرَكَ، وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ، وَ اعْمَلْ لِلآخِرَةِ جَهْدَكَ، وَ[5] اتَّقِ اللَّهَ فی نَفْسِكَ،

وَ نَازِعِ الشَّیْطَانَ قِیَادَكَ، وَ اجْعَلْ للَّهِ جِدَّكَ[6]، وَ اصْرِفْ إِلَی الآخِرَةِ وَجْهَكَ، فَهِیَ طَریقُنَا وَ طَریقُكَ.

وَ احْذَرْ أَنْ یُصیبَكَ اللَّهُ مِنْهُ بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ تَمَسُّ الأَصْلَ، وَ تَقْطَعُ الدَّابِرَ.

وَ لاَ تُطْغِیَنَّكَ الأَمَانِیُّ الْبَاطِلَةُ وَ الْغُرُورُ[7]، فَإِنّی أُولی لَكَ بِاللَّهِ أَلِیَّةً غَیْرَ فَاجِرَةٍ، لَئِنْ جَمَعَتْنی وَ إِیَّاكَ جَوَامِعُ الأَقْدَارِ لاَ أَزَالُ بِبَاحَتِكَ[8] حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ هُوَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ.

فَأَطْلِقْ مَنْ فی یَدَیْكَ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّی نُطْلِقَ مَنْ فی أَیْدینَا مِنْ أَصْحَابِكَ، فَإِنّی قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ فی ذَلِكَ مَوْلاَیَ سَعْداً. وَ السَّلاَمُ[9].


صفحه 840.








    1. ورد فی.
    2. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 225.
    3. ورد فی المصدر السابق.
    4. لها. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 268.
    5. ورد فی المصدر السابق ج 1 ص 120.
    6. ورد فی المصدر السابق.
    7. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 225.
    8. بناحیتك. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 491. و متن منهاج البراعة للخوئی ج 20 ص 330.
    9. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 225.